عبور الفرات شرقا

عودة


كانت قوافل الجنابيين حتى القرن التاسع عشر تتحرك غرب الفرات عدا المجاميع التي عبرت من منطقة حديثة بإتجاه الجزيرة والصينية وبيجي في القرون السابقة.

وكانت منطقة جرف الصخر هي المحطة الأهم في هذا الترحال جنوباً. وكان العبور يتم من المسيب بإتجاه الحلّة وبقية الفرات الأوسط. وللجنابيين مستقرات غرب الفرات في الهندية وكربلاء والنجف و الديوانية. وقليل منهم من عبر  دجلة بإتجاه الصويرة والكوت.

كان إبراهيم الخكري (إبراهيم بن محمد بن عويد) قد إستقر في جرف الصخر في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. وكسب رضا الجنابيين المعاصرين له، ويعتبر أول رئيس لعشيرة الجنابيين من فخذ النوافلة، إذ كانت الرئاسة من قبله لفخذ المراشدة.

وبعد وفاة ابراهيم، أصبح علي الخلف، إبن عمه رئيساً للعشيرة لفترة محدودة، وفي زمانه عبر الجنابيين إلى شرق الفرات في منطقة الإسكندية، والتي كانت محدودة الرقعة الزراعية لحين فتح مشروع الإسكندرية الحالي في مطلع القرن العشرين.

وبعد الإحتلال البريطاني عمل الإنكليز على إعادة تطهير أو فتح مشاريع إروائية شرق الفرات بتسخير العشائر الموجودة في تلك المناطق. وشارك الجنابيين بكري مشاريع اليوسفية وشيشبار واللطيفية، بالإضافة إلى الإسكندرية. وكان الشيخ رشيد العلي أناط الإشراف على حشور الجنابي في كري تلك المشاريع إلى أخيه عبود. وعند إكتمال أعمال الكري كان الإنكليز يخيرون العشائر في إستيطان المناطق الزراعية التي شاركوا بكري أنهرها. وبما أن اللطيفية كانت الأقرب إلى مستوطناتهم في الإسكندرية فقد إستقر فيها عدد غير قليل من الجنابيين حيث عملوا كسراكيل وفلاحين عند الشركة البريطانية التي كانت تدير مشروع اللطيفية آنذاك. وإختار عبود وإخوته ومن معه من الجنابيين اللذين لم يستوطنوا اللطيفية، الإستيطان في أعالي نهر شيشبار الذي استوطن الغرير جنوبه وشماله.

 



التالي
السابق
الموقع الرسمي لعشيرة الجنابيين – جميع الحقوق محفوظة