تاريخ احد اجداددنا العظام ... زهيرالكلبي

عودة
17-09-2018

زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.

شاعر جاهلي ، وهو أحد المعمرين ، وكان سيد بني كلب وقائدهم في حروبهم ، وكان شجاعا مظفرا ميمون النقيبة في غزواته ، وهو أحد من مل عمره فشرب الخمر صرفا حتى قتلته ، ولم يوجد شاعر في الجاهلية والإسلام ولد من الشعراء أكثر ممن ولد زهير ، وسأذكر أسماءهم وشيئا من شعرهم بعقب ذكر خبره إن شاء الله تعالى.

 

قال ابن الأعرابي : كان سبب غزوة زهير بن جناب غطفان أن بني بغيض حين خرجوا من تهامة ساروا بأجمعهم ، فتعرضت لهم صداء وهي قبيلة من مذحج ، فقاتلوهم وبنو بغيض سائرون بأهليهم ونسائهم وأموالهم ، فقاتلوا عن حريمهم فظهروا على صداء فأوجعوا فيهم ونكأوا ، وعزت بنو بغيض بذلك وأثرت وأصابت تاريخ احد اجداددنا العظام...زهيرالكلبي

 

زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.

شاعر جاهلي ، وهو أحد المعمرين ، وكان سيد بني كلب وقائدهم في حروبهم ، وكان شجاعا مظفرا ميمون النقيبة في غزواته ، وهو أحد من مل عمره فشرب الخمر صرفا حتى قتلته ، ولم يوجد شاعر في الجاهلية والإسلام ولد من الشعراء أكثر ممن ولد زهير ، وسأذكر أسماءهم وشيئا من شعرهم بعقب ذكر خبره إن شاء الله تعالى.

 

قال ابن الأعرابي : كان سبب غزوة زهير بن جناب غطفان أن بني بغيض حين خرجوا من تهامة ساروا بأجمعهم ، فتعرضت لهم صداء وهي قبيلة من مذحج ، فقاتلوهم وبنو بغيض سائرون بأهليهم ونسائهم وأموالهم ، فقاتلوا عن حريمهم فظهروا على صداء فأوجعوا فيهم ونكأوا ، وعزت بنو بغيض بذلك وأثرت وأصابت غنائم ، فلما رأوا ذلك قالوا : أما والله لنتخذن حرما مثل حرم مكة لا يقتل صيده : ولا يعضد شجره ، ولا يهاج عائذه ، فوليت ذلك بنو مرة ابن عوف.

 

ثم كان القائم على أمر الحرم وبناء حائطه رياح بن ظالم ، ففعلوا ذلك وهم على ماء لهم يقال له : بس ، وبلغ فعلهم وما أجمعوا عليه زهير بن جناب وهو يومئذ سيد بني كلب ، فقال : والله لا يكون ذلك أبدا وأنا حي ، ولا أخلي غطفان تتخذ حرما أبدا ، فنادى في قومه فاجتمعوا إليه فقام فيهم ، فذكر حال غطفان وما بلغه عنها ، وأن أكرم مأثرة يعتقدها هو وقومه أن يمنعوهم من ذلك ويحولوا بينهم وبينه ، فأجابوه ، واستمد بني القين من جشم فأبوا أن يغزوا معه ، فسار في قومه حتى غزا غطفان ، فقاتلهم فظفر بهم زهير وأصاب حاجته فيهم ، وأخذ فارسا منهم أسيرا في حرمهم الذي بنوه ، فقال لبعض أصحابه : اضرب رقبته ، فقال : إنه بسل ، فقال زهير : وأبيك ما بسل علي بحرام ، ثم قام إليه فضرب عنقه وعطل ذلك الحرم ، ثم من على غطفان ورد النساء واستاق الأموال ، وقال زهير في ذلك : ولم تصبر لنا غطفان لما تلاقينا وأحرزت النساء فلولا الفضل منا ما رجعتم إلى عذراء شيمتها الحياء وكم غادرتم بطلا كميا لدى الهيجاء كان له غناء فدونكم ديونا فاطلبوها وأوتارا ودونكم اللقاء فإنا حيث لا نخفى عليكم ليوث حين يحتضر اللواء فخلي بعدها غطفان بسا وما غطفان والأرض الفضاء فقد أضحى لحي بني جناب قضاء الأرض والماء الرواء ويصدق طعننا في كل يوم وعند الطعن يختبر اللقاء نفينا نخوة الأعداء عنا بأرماح أسنتها ظماء ولولا صبرنا يوم التقينا لقينا مثل ما لقيت صداء غداة تعرضوا لبني بغيض وصدق الطعن للنوكى شفاء وقد هربت حذار الموت قين على آثار من ذهب العفاء وقد كنا رجونا أن يمدوا فأخلفنا من أخوتنا الرجاء وألهى القين عن نصر الموالي حلاب النيب والمرعى الضراء وقال أبو عمرو الشيباني : كان أبرهة حين طلع نجدا أتاه زهير بن جناب ، فأكرمه أبرهة وفضله على من أتاه من العرب ، ثم أمره على ابني وائل : تغلب وبكر ، فوليهم حتى أصابتهم سنة شديدة ، فاشتد عليهم ما يطلب منهم زهير ، فأقام بهم زهير في الجدب ، ومنعهم من النجعة حتى يؤدوا ما عليهم ، فكادت مواشيهم تهلك ، فلما رأى ذلك ابن زيابة ، أحد بني تيم الله بن ثعلبة وكان رجلا فاتكا ، بيت زهيرا وكان نائما في قبة له من أدم ، فدخل فألفى زهيرا نائما ، وكان رجلا عظيم البطن ، فاعتمد التيمي بالسيف على بطن زهير حتى أخرجه من ظهره مارقا بين الصفاق ، وسلمت أعفاج بطنه ، وظن التيمي أنه قد قتله ، وعلم زهير أنه قد سلم ، فتخوف أن يتحرك فيجهز عليه ، فسكت وانصرف ابن زيابة إلى قومه ، فقال لهم : قد والله ، قتلت زهيرا وكفيتكموه ، فسرهم ذلك ، ولما علم زهير أنه لم يقدم عليه إلا عن ملأ من قومه بكر وتغلب ، وإنما مع زهير نفر من قومه بمنزلة الشرط ، أمر زهير قومه فغيبوه بين عمودين في ثياب ثم أتوا القوم فقالوا لهم : إنكم قد فعلتم بصاحبنا ما فعلتم ، فأذنوا لنا في دفنه ، ففعلوا ، فحملوا زهيرا ملفوفا في عمودين والثياب عليه ، حتى إذا بعدوا عن القوم أخرجوه فلفوه في ثيابه ، ثم حفروا حفيرة وعمقوا ، ودفنوا فيها العمودين ، ثم ساروا ومعهم زهير ، فلما بلغ زهير أرض قومه جمع لبكر وتغلب الجموع ، وبلغهم أن زهيرا حي ، فقال ابن زيابة : طعنة ما طعنت في غبش الليل زهيرا وقد توافى الخصوم حين تجبي له المواسم بكر أين بكر وأين منها الحلوم خانني السيف إذ طعنت زهيرا وهو سيف مضلل مشئوم قال : وجمع زهير بني كلب ومن تجمع له من شذاذ العرب والقبائل ، ومن أطاعه من أهل اليمن ، فغزا بكرا ابني وائل وهم على ماء يقال له : الحبي ، وقد كانوا نذروا به ، فقاتلهم قتالا شديدا ، ثم انهزمت بكر وأسلمت بني تغلب ، فقاتلت شيئا من قتال ثم انهزمت ، وأسر كليب ومهلهل ابنا ربيعة ، واستيقت الأموال ، وقتلت كلب في تغلب قتلى كثيرة ، وأسروا جماعة من فرسانهم ووجوههم ، وقال زهير بن جناب في ذلك : تبا لتغلب أن تساق نساؤهم سوق الإماء إلى المواسم عطلا لحقت أوائل خيلنا سرعانهم حتى أسرن على الحبي مهلهلا إنا مهلهل ما تطيش رماحنا أيام تنقف في يديك الحنظلا ولت حماتك هاربين من الوغى وبقيت في حلق الحديد مكبلا فلئن قهرت لقد أسرتك عنوة ولئن قتلت لقد تكون مؤملا وقال أيضا يعير بني تغلب بهذه الوقعة في قصيدة أولها : حي دارا تغيرت بالجناب أقفرت من كواعب أتراب يقول فيها : أين أين الفرار من حذر الموت وإذ يتقون بالأسلاب إذ أسرنا مهلهلا وأخاه وابن عمرو في القد وابن شهاب وسبينا من تغلب كل بيضاء رقود الضحى برود الرضاب يوم يدعو مهلهل يا لبكرها أهذي حفيظة الأحساب ويحكم ويحكم أبيح حماكم يا بني تغلب أما من ضراب وهم هاربون في كل فج كشريد النعام فوق الروابي واستدارت رحى المنايا عليهم بليوث من عامر وجناب طحنتهم أرحاؤها بطحون ذات ظفر حديدة الأنياب فهم بين هارب ليس يألوا وقتيل معفر في التراب فضل العز عزنا حين نسموا مثل فضل السماء فوق السحاب أخبرني محمد بن الحسن بن دريد ، قال : حدثنا عمي ، عن ابن الكلبي ، عن أبيه ، قال وفد زهير بن جناب وأخوه حارثة على بعض ملوك غسان ، فلما دخلا عليه حدثاه وأنشداه ، فأعجب بهما ونادمهما ، فقال يوما لهما : إن أمي عليلة شديدة العلة ، وقد أعياني دواؤها ، فهل تعرفان لها دواء ؟ فقال حارثة : كميرة حارة وكانت فيه لوثة ، فقال الملك : أي شيء قلت ؟ فقال له زهير : كميئة حارة تطعمها ، فوثب الملك ، وقد فهم الأولى والآخرة ، يريهما أنه يأمر بإصلاح الكمأة لها ، وحلم عن مقالة حارثة ، وقال حارثة لزهير : يا زهير اقلب ما شئت ينقلب ، فأرسلها مثلا # أخبرني عمي ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي سعد ، قال : حدثني أحمد بن الغيث الباهلي ، عن أبيه ، قال : كان من حديث زهير بن جناب الكلبي أنه كان قد بلغ عمرا طويلا حتى ذهب عقله ، وكان يخرج تائها لا يدري أين يذهب ، فتلحقه المرأة من أهله والصبي ، فترده ، وتقول له : إني أخاف عليك الذئب أن يأكلك ، فأين تذهب ؟ فذهب يوما من أيامه ، ولحقته ابنة له فردته ، فرجع معها وهو يهدج كأنه رأل ، وراحت عليهم سماء في الصيف فعلتهم منها بغشة ثم أردفها غيث ، فنظر وسمع له الشيخ زجلا منكرا ، فقال : ما هذا يا بنية ؟ فقالت : عارض هائل إن أصابنا دون أهلنا هلكنا ، فقال : انعتيه لي فقالت : أراه منبطحا مسلنطحا ، قد ضاق ذرعا وركب ردعا ، ذا هيدب يطير ، وهماهم وزفير ، ينهض نهض الطير الكسير ، عليه مثل شباريق الساج ، في ظلمة الليل الداج ، يتضاحك مثل شعل النيران ، تهرب منه الطير ، وتوائل منه الحشرة ، قال : أي بنية ، وائلي منه إلى عصر قبل أن لا عين ولا أثر # أخبرني محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني أحمد ابن عبيد ، عن ابن الكلبي ، عن مشيخة من الكلبيين قالوا : عاش زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله خمسين ومائتي سنة أوقع فيها مائتي وقعة في العرب ، ولم تجتمع قضاعة إلا عليه وعلى حن بن العذري ، ولم يكن في اليمن أشجع ولا أخطب ولا أوجه عند الملوك من زهير ، وكان يدعى الكاهن ، لصحة رأيه .

 

غنائم ، فلما رأوا ذلك قالوا : أما والله لنتخذن حرما مثل حرم مكة لا يقتل صيده : ولا يعضد شجره ، ولا يهاج عائذه ، فوليت ذلك بنو مرة ابن عوف.

 

ثم كان القائم على أمر الحرم وبناء حائطه رياح بن ظالم ، ففعلوا ذلك وهم على ماء لهم يقال له : بس ، وبلغ فعلهم وما أجمعوا عليه زهير بن جناب وهو يومئذ سيد بني كلب ، فقال : والله لا يكون ذلك أبدا وأنا حي ، ولا أخلي غطفان تتخذ حرما أبدا ، فنادى في قومه فاجتمعوا إليه فقام فيهم ، فذكر حال غطفان وما بلغه عنها ، وأن أكرم مأثرة يعتقدها هو وقومه أن يمنعوهم من ذلك ويحولوا بينهم وبينه ، فأجابوه ، واستمد بني القين من جشم فأبوا أن يغزوا معه ، فسار في قومه حتى غزا غطفان ، فقاتلهم فظفر بهم زهير وأصاب حاجته فيهم ، وأخذ فارسا منهم أسيرا في حرمهم الذي بنوه ، فقال لبعض أصحابه : اضرب رقبته ، فقال : إنه بسل ، فقال زهير : وأبيك ما بسل علي بحرام ، ثم قام إليه فضرب عنقه وعطل ذلك الحرم ، ثم من على غطفان ورد النساء واستاق الأموال ، وقال زهير في ذلك : ولم تصبر لنا غطفان لما تلاقينا وأحرزت النساء فلولا الفضل منا ما رجعتم إلى عذراء شيمتها الحياء وكم غادرتم بطلا كميا لدى الهيجاء كان له غناء فدونكم ديونا فاطلبوها وأوتارا ودونكم اللقاء فإنا حيث لا نخفى عليكم ليوث حين يحتضر اللواء فخلي بعدها غطفان بسا وما غطفان والأرض الفضاء فقد أضحى لحي بني جناب قضاء الأرض والماء الرواء ويصدق طعننا في كل يوم وعند الطعن يختبر اللقاء نفينا نخوة الأعداء عنا بأرماح أسنتها ظماء ولولا صبرنا يوم التقينا لقينا مثل ما لقيت صداء غداة تعرضوا لبني بغيض وصدق الطعن للنوكى شفاء وقد هربت حذار الموت قين على آثار من ذهب العفاء وقد كنا رجونا أن يمدوا فأخلفنا من أخوتنا الرجاء وألهى القين عن نصر الموالي حلاب النيب والمرعى الضراء وقال أبو عمرو الشيباني : كان أبرهة حين طلع نجدا أتاه زهير بن جناب ، فأكرمه أبرهة وفضله على من أتاه من العرب ، ثم أمره على ابني وائل : تغلب وبكر ، فوليهم حتى أصابتهم سنة شديدة ، فاشتد عليهم ما يطلب منهم زهير ، فأقام بهم زهير في الجدب ، ومنعهم من النجعة حتى يؤدوا ما عليهم ، فكادت مواشيهم تهلك ، فلما رأى ذلك ابن زيابة ، أحد بني تيم الله بن ثعلبة وكان رجلا فاتكا ، بيت زهيرا وكان نائما في قبة له من أدم ، فدخل فألفى زهيرا نائما ، وكان رجلا عظيم البطن ، فاعتمد التيمي بالسيف على بطن زهير حتى أخرجه من ظهره مارقا بين الصفاق ، وسلمت أعفاج بطنه ، وظن التيمي أنه قد قتله ، وعلم زهير أنه قد سلم ، فتخوف أن يتحرك فيجهز عليه ، فسكت وانصرف ابن زيابة إلى قومه ، فقال لهم : قد والله ، قتلت زهيرا وكفيتكموه ، فسرهم ذلك ، ولما علم زهير أنه لم يقدم عليه إلا عن ملأ من قومه بكر وتغلب ، وإنما مع زهير نفر من قومه بمنزلة الشرط ، أمر زهير قومه فغيبوه بين عمودين في ثياب ثم أتوا القوم فقالوا لهم : إنكم قد فعلتم بصاحبنا ما فعلتم ، فأذنوا لنا في دفنه ، ففعلوا ، فحملوا زهيرا ملفوفا في عمودين والثياب عليه ، حتى إذا بعدوا عن القوم أخرجوه فلفوه في ثيابه ، ثم حفروا حفيرة وعمقوا ، ودفنوا فيها العمودين ، ثم ساروا ومعهم زهير ، فلما بلغ زهير أرض قومه جمع لبكر وتغلب الجموع ، وبلغهم أن زهيرا حي ، فقال ابن زيابة : طعنة ما طعنت في غبش الليل زهيرا وقد توافى الخصوم حين تجبي له المواسم بكر أين بكر وأين منها الحلوم خانني السيف إذ طعنت زهيرا وهو سيف مضلل مشئوم قال : وجمع زهير بني كلب ومن تجمع له من شذاذ العرب والقبائل ، ومن أطاعه من أهل اليمن ، فغزا بكرا ابني وائل وهم على ماء يقال له : الحبي ، وقد كانوا نذروا به ، فقاتلهم قتالا شديدا ، ثم انهزمت بكر وأسلمت بني تغلب ، فقاتلت شيئا من قتال ثم انهزمت ، وأسر كليب ومهلهل ابنا ربيعة ، واستيقت الأموال ، وقتلت كلب في تغلب قتلى كثيرة ، وأسروا جماعة من فرسانهم ووجوههم ، وقال زهير بن جناب في ذلك : تبا لتغلب أن تساق نساؤهم سوق الإماء إلى المواسم عطلا لحقت أوائل خيلنا سرعانهم حتى أسرن على الحبي مهلهلا إنا مهلهل ما تطيش رماحنا أيام تنقف في يديك الحنظلا ولت حماتك هاربين من الوغى وبقيت في حلق الحديد مكبلا فلئن قهرت لقد أسرتك عنوة ولئن قتلت لقد تكون مؤملا وقال أيضا يعير بني تغلب بهذه الوقعة في قصيدة أولها : حي دارا تغيرت بالجناب أقفرت من كواعب أتراب يقول فيها : أين أين الفرار من حذر الموت وإذ يتقون بالأسلاب إذ أسرنا مهلهلا وأخاه وابن عمرو في القد وابن شهاب وسبينا من تغلب كل بيضاء رقود الضحى برود الرضاب يوم يدعو مهلهل يا لبكرها أهذي حفيظة الأحساب ويحكم ويحكم أبيح حماكم يا بني تغلب أما من ضراب وهم هاربون في كل فج كشريد النعام فوق الروابي واستدارت رحى المنايا عليهم بليوث من عامر وجناب طحنتهم أرحاؤها بطحون ذات ظفر حديدة الأنياب فهم بين هارب ليس يألوا وقتيل معفر في التراب فضل العز عزنا حين نسموا مثل فضل السماء فوق السحاب أخبرني محمد بن الحسن بن دريد ، قال : حدثنا عمي ، عن ابن الكلبي ، عن أبيه ، قال وفد زهير بن جناب وأخوه حارثة على بعض ملوك غسان ، فلما دخلا عليه حدثاه وأنشداه ، فأعجب بهما ونادمهما ، فقال يوما لهما : إن أمي عليلة شديدة العلة ، وقد أعياني دواؤها ، فهل تعرفان لها دواء ؟ فقال حارثة : كميرة حارة وكانت فيه لوثة ، فقال الملك : أي شيء قلت ؟ فقال له زهير : كميئة حارة تطعمها ، فوثب الملك ، وقد فهم الأولى والآخرة ، يريهما أنه يأمر بإصلاح الكمأة لها ، وحلم عن مقالة حارثة ، وقال حارثة لزهير : يا زهير اقلب ما شئت ينقلب ، فأرسلها مثلا # أخبرني عمي ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي سعد ، قال : حدثني أحمد بن الغيث الباهلي ، عن أبيه ، قال : كان من حديث زهير بن جناب الكلبي أنه كان قد بلغ عمرا طويلا حتى ذهب عقله ، وكان يخرج تائها لا يدري أين يذهب ، فتلحقه المرأة من أهله والصبي ، فترده ، وتقول له : إني أخاف عليك الذئب أن يأكلك ، فأين تذهب ؟ فذهب يوما من أيامه ، ولحقته ابنة له فردته ، فرجع معها وهو يهدج كأنه رأل ، وراحت عليهم سماء في الصيف فعلتهم منها بغشة ثم أردفها غيث ، فنظر وسمع له الشيخ زجلا منكرا ، فقال : ما هذا يا بنية ؟ فقالت : عارض هائل إن أصابنا دون أهلنا هلكنا ، فقال : انعتيه لي فقالت : أراه منبطحا مسلنطحا ، قد ضاق ذرعا وركب ردعا ، ذا هيدب يطير ، وهماهم وزفير ، ينهض نهض الطير الكسير ، عليه مثل شباريق الساج ، في ظلمة الليل الداج ، يتضاحك مثل شعل النيران ، تهرب منه الطير ، وتوائل منه الحشرة ، قال : أي بنية ، وائلي منه إلى عصر قبل أن لا عين ولا أثر # أخبرني محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني أحمد ابن عبيد ، عن ابن الكلبي ، عن مشيخة من الكلبيين قالوا : عاش زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله خمسين ومائتي سنة أوقع فيها مائتي وقعة في العرب ، ولم تجتمع قضاعة إلا عليه وعلى حن بن العذري ، ولم يكن في اليمن أشجع ولا أخطب ولا أوجه عند الملوك من زهير ، وكان يدعى الكاهن ، لصحة رأيه .

 




التالي
السابق
الموقع الرسمي لعشيرة الجنابيين – جميع الحقوق محفوظة